الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد…
السادة العلماء، السادة الوزراء، السادة الضيوف، السادة الضيوف كل باسمه ولقبه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ينعقد المؤتمر في فلسطين بل وعلى أرض الجامعة الإسلامية في ظروف صعبة تمر بأمتنا العربية والإسلامية ربما لم يسبق لأمتنا أن واجهتها من قبل لقد عاد الاحتلال الأجنبي إلى ديارنا بعد أن غادرها منذ ستينات القرن الماضي حيث احتل قطرين أحدهما عربي وهو العراق وآخر إسلامي وهو أفغانستان ويلوح بمزيد من أعمال الاحتلال والتقسيم ناهيك عن فلسطين ولبنان وسوريا
ويتواكب مع أعمال الاحتلال تلك مخططات لتغيير أمتنا من الداخل لتشويه الفكر الإسلامي وإلصاقه بالإرهاب وإخضاعه لعمليات تستهدف السيطرة على ثروات الأمة ونهب خيراتها، فمعظم ثروات الأمة العربية والإسلامية تتحكم فيها أمريكا وهكذا تزداد التبعية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والفكرية للغرب وأصبحت الأنا والمصالح الشخصية للأفراد وأحياناً بعض الدول هي الشعار السائد الذي يتم التقرب من خلاله للغرب وإعطائه الغطاء الرسمي لتكريس الاحتلال ونهب ثروات الأمـة.
ويأتي انعقاد المؤتمر على مشارف مرحلة جديدة قبيل انسحاب العدو الصهيوني من قطاع غزة وما يواكب ذلك من استقرار سياسي متوقع سيؤدي إلى استقرار اقتصادي الأمر الذي يتطلب استثمارات ضخمة لإعادة ما دمره الاحتلال من بنى تحتية وما أوجده من تبعية اقتصادية واقتصاد مشوه أدى إلى إحجام الأفراد والمؤسسات مالية من الاستثمار في قطاعات الاقتصاد المختلفة مما أدى إلى هجرة الأموال باحثـة عن الأمن والاستقرار.
يغادرنا الاحتلال ونسمع عن صفقات بيع المستوطنات لمستثمرين أجانب أو محليين الأمر الذي يجب أن نرفضه ويرفضه كل حر فالمستوطنات هي مغتصبات زرعت في جسم هذه الأمـة والأرض وما عليها يجب أن تكون من حق الشعب كله لا من حق مستثمر منتفع. وإننا نناشد السلطة الوطنية والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية إلى بلورة موقف موحد يضمن عدم العبث بالأراضي التي سيخرج منها الاحتلال. فالرصيد الوطني من الأراضي يتضاءل شيئاً فشيئاً بعد أن تم توزيع كثير من الأراضي على أصحاب المصالح والنفوذ بغير وجه حق.