دعا مختصون ومتحدثون شاركوا في أعمال الجلسة الافتتاحية لمعرض المنتجات الوطنية الخامس “إنتاجنا .. تميز وصمود” إلى تبني استراتيجية وطنية شاملة تنطلق من دراسة معمقة لواقع واحتياجات القطاع الخاص من أجل تعزيز قدراته على المنافسة والصمود، ولفتوا إلى أهمية إطلاق استراتيجية واضحة لدعم المنتج الوطني، وزيادة حصته في سلة المستهلك الفلسطيني، وأكدوا على أهمية منح المنتج الوطني الذي يطبق التعليمات الفنية والمواصفات والمقاييس الفلسطينية أفضلية في العطاءات والمشتريات الحكومية، وشددّوا على ضرورة إرشاد المنتجين إلى سبل وآليات كسب ثقة المستهلكين من خلال رفع وتحسين جودة منتجاتهم، وطالبوا بتحقيق الوحدة الاقتصادية على اختلاف أشكالها مع ضرورة اعتماد سياسة واضحة المعالم تراعي مصالح رجال الأعمال في فلسطين بما يضمن تحقيق أهداف القطاع الخاص باعتباره المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية.
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال الجلسة الافتتاحية لمعرض المنتجات الوطنية الخامس الذي تنظمه كلية التجارة بالجامعة الإسلامية تحت عنوان: “إنتاجنا .. تميز وصمود”، وبمشاركة وزارة الاقتصاد الوطني، ووزارة السياحة والآثار، ووزارة الزراعة، والاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، وشبكة المؤسسات النسائية، وأقيمت الجلسة الافتتاحية للمعرض في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة بحضور معالي الدكتور علاء الدين الرفاتي –وزير الاقتصاد الوطني، ومعالي المهندس علي الطرشاوي –وزير الزراعة، ومعالي النائب جمال ناجي الخضري –رئيس مجلس الأمناء، والدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، والمهندس محمد المنسي –ممثل الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، وأعضاء من مجلسي الأمناء والجامعة، وممثلون عن الوزارات، والمؤسسات الرسمية والحكومية والأهلية والخاصة، وجمع من العاملين في القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية والاقتصادية والحرفية، وأعضاء من أسرة كلية التجارة والطلبة بالجامعة، وحشد كبير من المدرسين والمدرسات وطلبة الثانوية العامة.
منظومة متكاملة
من جانبه، أكد معالي الدكتور الرفاتي أن الحكومة الفلسطينية تبنت سياسة احلال الواردات، ودعم المنتج الوطني من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات والقرارات تمثلت في تجسيد الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص؛ ليتكامل دور الحكومة مع القطاع الخاص في إنجاح هذه السياسة، وتبني سياسة التكامل بين كافة القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية والسياحية في إطار منظومة متكاملة من أجل تحقيق وإنجاح هذه السياسة، إلى جانب العمل على تفعيل مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية للقيام بدورها في تطوير جودة المنتج الوطني الفلسطيني، والعمل على تطوير برنامج دعم وتمويل المشروعات الصغيرة، فضلاً عن تنظيم حركة التجارة الخارجية من خلال أذونات لاستيرادات خاصة، ومراقبة كل ما يدخل إلى قطاع غزة ليتوائم مع احتياجاته ومتطلباته.
ولفت معالي الدكتور الرفاتي إلى أن تظافر الجهود وتكامل الأدوار بين كافة مؤسسات الشعب الفلسطيني كفيلة لإيجاد المنتج الوطني الذي يتصدر كل المنتجات، وأوضح معالي الدكتور الرفاتي أن إطلاق وافتتاح المعرض لهذا العام بهذه الحُلة يؤكد على مساهمة كلية التجارة عملياً في بناء الوطن، وتعزيز القدرات العملية وهي تشجيع المنتج الوطني، وتطبيق سياسة إحلال الواردات، وتناول معالي الدكتور الرفاتي ما هو مطلوب من المستهلك الفلسطيني، والتجار، والصناع، والحكومة الفلسطينية في تطبيق سياسة إحلال الواردات ودعم المنتج الوطني.
العصب الرئيس للصمود
بدوره، أوضح معالي النائب الخضري أن معرض المنتجات الوطنية الخامس يقام في ظل واقع صعب يعاني من اقتصاد فلسطيني يكاد يكون مدمراً، وأضاف ولكن من وسط هذا الدمار تظهر لنا بارقة أمل تتمثل في مشاركة القطاع الخاص في هذا المعرض، وحرص كلية التجارة على دعم الاقتصاد الوطني وتنميته، وذكر معالي النائب الخضري أن الحصار “الإسرائيلي” على قطاع غزة كان له أثار خطيرة على الاقتصاد الفلسطيني، وعلى كافة مناحي الحياة، مبيناً أن الهدف من الحصار هو ضرب العصب الرئيس للصمود الفلسطيني وهو الاقتصاد الفلسطيني المتمثل في منع التصدير من قطاع غزة، والاستيراد جزئياً هو ما أعاق دخول المواد الخام، ومواد البناء للصناعات، وتوقف أكثر من (80%) من المؤسسات عن العمل الذي أثر بدوره على القدرة الشرائية للمواطن الفلسطيني، وزيادة حدة البطالة والفقر، ووجه معالي النائب الخضري رسالة إلى جهات صنع القرار أكد فيها حاجة القطاع الخاص إلى الدعم والرعاية، وإلى خطوات تعزز من صموده وثباته وقدرته على المنافسة.
توجهات وطنية
من ناحيته، نوه الدكتور شعث إلى حرص الجامعة الإسلامية على عقد الفعاليات والأنشطة النوعية التي تشارك فيها الجامعة وتجمع فيها مكونات المجتمع لتنطلق بها نحو التقدم والنمو والحرية وتطوير المجتمع، وأشار الدكتور شعث إلى أن إقامة المعرض يجسد العديد من المعاني الإيجابية خاصة في هذه المرحلة، ومنها: أن الشعب الفلسطيني قادر على أن يواجه كل التحديات بخطوات ملموسة، وأن الجامعة الإسلامية قادرة على التفاعل الإيجابي مع كافة مكونات المجتمع من الاتحادات والوزارات والإدارات الرسمية على اعتبار أن الجامعة تمثل بؤرة لتفاعل هذه الجهات في سبيل صنع توجهات وطنية تتمثل في وجود ناظم يعظم من إمكاناتها، إلى جانب أن الشعب الفلسطيني يتفاعل بديناميكية مع الأحداث من خلال تأسيس الاتحادات الراعية للأنشطة، والاستفادة من الخبرات النوعية، وتسويق المنتجات، وإيجاد الدعم، ولفت الدكتور شعث إلى أن التحديات التي تواجه القطاع ما زالت كبيرة وهو ما يدفع إلى بذل المزيد من الفكر لإيجاد طرائق نوعية تسهم في دعم المنتج الوطني، وتحسين جودته.
القدرة التنافسية
ولفت الأستاذ الدكتور حلس إلى أن تنظيم المعرض بصورة دورية يؤكد على التزام كلية التجارة، والجامعة الإسلامية، والقطاع الخاص ممثلاً بالاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، والقطاع الحكومي بدعم وتشجيع المنتج الفلسطيني من جانب، وإيجاد وتعزيز الثقة المتبادلة بين المستهلك والمنتج الوطني من جانب آخر، ووقف الأستاذ الدكتور حلس على التحديات التي تواجه المصانع في قطاع غزة، منها: ندرة المواد الخام وصعوبة إدخالها، وانقطاع التيار الكهربائي، وشح كميات الوقود وارتفاع قيمتها، وفقدان ثقة المستهلك، وصعوبة المنافسة مع المنتجات المستوردة، وتابع الأستاذ الدكتور حلس حديثه قائلاً: “هناك صعوبات في توجيه الرسائل التسويقية والترويجية للمنتج الوطني في ظل وجود صورة نمطية سلبية مسبقة لدى المستهلكين، وأكد الأستاذ الدكتور حلس أن رفع قدرة المنتج الوطني التنافسية جزء لا يتجزأ من دعمه، وأنه كلما زاد الاقبال على شرائه أعطيت الفرصة للمصانع والشركات الفلسطينية لتطوير منتجاتها، ورفع قدرتها التنافسية، وزيادة جودتها.
تعزيز ثقافة المستهلك
ولفت المهندس المنسي إلى أن الاقتصاد الوطني يمثل حجر الأساس لبناء دولة مستقلة اقتصادياً، من خلال الصناعة الوطنية التي تمثل القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، وأوضح المهندس المنسي أن مشاركة الاتحاد في مثل هذه المعارض يأتي لدعم ومساندة الصناعات الوطنية والتعريف بمزاياها من جانب، وتعزيز ثقافة المستهلك بأهمية المنتج الوطني من جانب آخر، وأشار المهندس المنسي إلى أن بعض المنتجات تتمتع بجودة عالية وميزة تنافسية تضاهي المنتجات المستوردة، وأضاف أن تلك الفعاليات تمثل ملتقى مناسب لأصحاب الصناعات الفلسطينية لتعزيز علاقات التعاون والتنسيق فيما بينهم، وأكد المهندس المنسي أن مشاركة القطاع الصناعي في معرض الجامعة الإسلامية يؤكد على أهمية القطاع الأكاديمي كأحد أهم المساندين للصناعة الوطنية.
وافتتح في ختام الجلسة الافتتاحية للمعرض كل من: معالي الدكتور الرفاتي، ومعالي المهندس الطرشاوي، ومعالي النائب الخضري، والدكتور شعث، والأستاذ الدكتور حلس، والمهندس المنسي، أعمال وفعاليات معرض المنتجات الوطنية الخامس “إنتاجنا .. تميز وصمود”، وتستمر فعاليات المعرض حتى السادس عشر من نيسان/ أبريل الجاري.
ويشارك في المعرض (86) شركة ومؤسسة، تمثل عدة قطاعات ووزارات، منها: وزارة الاقتصاد الوطني، ووزارة السياحة والآثار، ووزارة الزراعة، وشبكة المؤسسات النسائية، وشركات الصناعات البلاستيكية، والشركات الإنشائية، وشركات الصناعات الورقية، والصناعات الكيميائية، وشركات الألمنيوم، وشركات الصناعات الغذائية، وشركات الملابس، وشركات الصناعات الغذائية.