نظم قسم الاقتصاد والعلوم السياسية بالتعاون مع وحدة البحوث والدراسات التجارية بكلية التجارة بالجامعة الإسلامية يوماً دراسياً حول مستقبل الإسلام السياسي في ظل المتغيرات الجديدة، وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الأستاذ الدكتور سالم حلس –عميد كلية التجارة، والأستاذ بشير قفة –رئيس قسم الاقتصاد والعلوم السياسية، والأستاذ خالد البحيصي –مدير وحدة البحوث والدراسات التجارية، وعدد من المختصين والمهتمين، وجمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بقسم الاقتصاد والعلوم السياسية.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، لفت الأستاذ الدكتور حلس إلى الهدف الرئيس من عقد الأنشطة اللامنهجية وهو تقليص الفجوة بين الحياة الأكاديمية النظرية والحياة المهنية العملية من خلال استقطاب الكفاءات المهنية من أصحاب الخبرات والتجارب العملية، وأوضح الأستاذ الدكتور حلس أن ما حدث في بعض البلدان العربية بما يسمى بثورات الربيع العربي تعد انتكاسة تنبأت بها الدول الغربية، وأرجع الأستاذ الدكتور حلس السبب في ذلك إلى تقدم الأحزاب السياسية الإسلامية ووصولها إلى سدة الحكم، وأكد الأستاذ الدكتور حلس على أهمية دراسة تجربة الحركات والأحزاب الإسلامية في دول ثورات الربيع العربي، ومعرفة مدى انعكاسها على وضع الإسلام السياسي.
من جانبه، وقف الأستاذ قفة على المحاور الرئيسة لليوم الدراسي، وهي: بيان تجربة حركة حماس في الحكم في ظل المتغيرات الجديدة، وإظهار المقاربة الدستورية لمدنية الدولة وتجربة مصر، والحديث عن الإسلام السياسي وتحديات التحول والديمقراطي في العالم العربي، والفرص والتحديات التي تواجه الإسلام السياسي، والإشارة إلى مستقبل الإسلام السياسي في ظل المتغيرات الجديدة، وإبراز الموقف الإسرائيلي من الصعود المتنامي للحركات الإسلامية، وبين الأستاذ قفة أن عقد اليوم الدراسي يأتي في إطار تفاعل الجامعة والكلية مع المحيط العربي والإسلامي من خلال مناقشة ودراسة القضايا التي تمس واقع الحركات الإسلامية وصناع القرار.
الجلسة الأولى
وفيما يتعلق بجلسات اليوم الدراسي، فقد انعقد اليوم الدراسي على مدار جلستين علميتين حيث ترأس الجلسة العلمية الأولى المعنونة: “الإسلام السياسي وتجربة الحكم” الدكتور وليد المدلل –أستاذ العلوم السياسية بكلية التجارة بالجامعة، واستعرض المهندس تيسير محيسن –نائب المدير العام للإغاثة الزراعية- تجربة حركة حماس في الحكم في ظل المتغيرات الجديدة، وتناول المهندس محيسن المؤثرات المباشرة لخطاب حماس وسلوكها السياسي، وهي: تعثر المشروع الإسلامي في المنطقة وخصوصاً في مصر، بما في ذلك الانكفاء التركي والقطري، وتعرض المشروع الإقليمي الذي تتبناه إسرائيل إلى ضربة موجعة، ووقوع قطاع غزة تحت حصار خانق يفاقم أزماته الداخلية، وتحدث الدكتور علاء أبو طه –عضو هيئة التدريس بقسم الاقتصاد والعلوم السياسية- عن المقاربة الدستورية تجاه مدنية الدولة في الحالة العربية بعد صعود التيارات الإسلامية للحكم، ولفت إلى المعالجة الدستورية لهوية الدولة في مصر من خلال تباين الحضور الدستوري للدين كمحدد للهوية، وبين أن غياب المقاربة الدستورية في مصر يحسم إشكالية العلاقة بين الدين والدولة، إضافة إلى استمرار حالة الإرباك والتضارب في المعالجة والمواءمة الدستورية بين الموروث الديني والتطلع، وشارك الدكتور أبو طه بورقة عمل حول الإسلام السياسي وتحديات التحول الديموقراطي في العالم العربي.
الجلسة الثانية
وبخصوص الجلسة العلمية الثانية، فقد انعقدت برئاسة الدكتور هاني البسوس –عضو هيئة التدريس بقسم الاقتصاد والعلوم السياسية- تحت عنوان: “مستقبل الإسلام السياسي”، وتناول الدكتور المدلل الفرص والتحديات التي تواجهه الإسلام السياسي، وقدم الدكتور أشرف أبو عطايا –باحث- ورقة عمل حول مستقبل الإسلام السياسي في ظل المتغيرات الجديدة، وتحدث الدكتور أبو عطايا عن مؤشرات صعود الإسلام السياسي، موضحاً أن مجمل الظروف السياسية والعسكرية والفكرية التي مرت بها الأمة منذ هدم دولة الخلافة الإسلامية ساهمت في تنامي حركات الإسلام السياسي، وبين الدكتور أبو عطايا أن التفاف جماهير الناس حول حركات الإسلام السياسي يعتبر نجاحاً وتمدداً وقبولاً جماهيرياً، وأن هذا يوجب على حركات الإسلام السياسي بذل جهداً أكبر في إظهار وتوضيح أسس المشروع السياسي النهضوي للأمة.